أجبر النزاع أطفال اليمن على خوض كفاح قاسٍ من أجل البقاء. فغالبًا ما يعني الفرار من ساحات القتال - أملاً في الهرب من جحيم العنف - مغادرة الديار، والانقطاع عن المدارس. آباء يفقدون سبل كسب عيشهم، وعائلات بأسرها ينتهي بها المطاف هائمة في الشوارع تتسول.
فرت "سعود" وأحفادها الخمسة من مناطق القتال في تعز، ويعيشون الآن في مأوى مؤقت في عدن. لا يذهب أحد من الأطفال إلى المدرسة.
تقول "سعود": "مرّت خمسة أشهر منذ أن انتقلت أنا وأحفادي الخمسة من تعز للعيش هنا بسبب الحرب.
"نتسول في أثناء النهار، وقد أعطانا أحدهم هذا المكان لنقيم فيه، لذا نمضي ليلنا هنا وفي الصباح نخرج بحثًا عن أي شيء يجود به أحدٌ علينا."
"كان الأطفال يدرسون هناك، أما هنا فيتسوّلون الطعام من المطاعم."
تتابع "سعود": "أعمارهم؟ ست سنوات وسبع سنوات وثماني سنوات." "لا يأتينا أي دعم سوى بواقي الطعام التي نحصل عليها من المطاعم، ومال قليل من التسوّل".
قصة هذه العائلة تتكرر في جميع أرجاء اليمن؛ ففي واقع دُمّرت فيه أغلب المدارس ونزح الملايين من جرّاء النزاع، يصبح التعليم رفاهية بعيدة المنال بالنسبة إلى الكثيرين.
"أحمد ميهوب" - الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة - يحب المدرسة، ولكنه انقطع عن الذهاب إليها. ويعمل، بدلاً من ذلك، في غسيل السيارات. أُصيب والد "أحمد" وبات عاجزًا عن العمل، ولذا انقطع أحمد عن المدرسة، ويعمل لإعالة أسرته بالكامل.
يقول "أحمد": "من الصعب أن أجمع بين إعالة أسرتي والذهاب إلى المدرسة في الوقت ذاته. أتوق للعودة إلى المدرسة، ولكن من سيعولنا؟ أبي مريض، وليس هناك أحد يقدر على العمل وكسب المال سواي."
ربما كان الحظ يحالف آلاف الأطفال اليمنيين الآخرين أكثر من "أحمد": آباؤهم أصحّاء، ودخولهم رغم ضآلتها تكفي للإنفاق على التعليم. هذا إذا وُجدت مدرسة لارتيادها من الأصل.
توضح السيدة "ميريللا حديب"، التي تعمل ببعثة اللجنة الدولية: "مدارس عديدة تُستخدم كمراكز إيواء للعائلات النازحة أو استولت عليها الجماعات المسلحة.
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، تعتبر المدارس منشآت مدنية يجب حمايتها في أثناء القتال، كما أن التعليم ليس رفاهية تُدخر لوقت السلم."
أظهر المعلمون والأطفال اليمنيون في سن الدراسة صمودًا مذهلاً في وجه العقبات التي تعترض التعليم. فقد أُقيمت فصول دراسية في جميع أنحاء البلاد على أنقاض المباني المدمرة. ولم يتقاضَ معظم المعلمين رواتبهم طيلة عامين، وأصابت الحرب الكثير من الأطفال بالصدمة، لكن الشغف بالتعلم كان عظيمًا.
ربما يحلم بعض الأطفال - في مناطق أخرى آمنة من العالم - باللحظة التي تنتهي فيها الدراسة، لكن الصغيرة "إيثار محمد" تحلم باللحظة التي ستفتح فيها مدرستها أبوابها مجددًا.
تقول "رأينا قذائف متساقطة ورصاصًا وطائرات تهاجم.
والآن لا نستطيع أن نتعلم بسبب الحرب. أتمنى فعلاً أن يُعاد بناء مدرستي حتى أعود إلى الدراسة ثانيةً."
حقائق رئيسية
تعرض أكثر من 2500 مدرسة للضرر أو التدمير بسبب الحرب (اليونيسيف)
لم يتلقَ أكثر من نصف المعلمين بالمدارس العامة رواتبهم طوال العامين الماضيين
تُستخدم مدارس عديدة أيضًا كمراكز إيواء للعائلات النازحة، وبعضها استولت عليه الجماعات المسلحة
في 2018، منحت اللجنة الدولية 3735 طفلاً مستلزمات مدرسية في مدرستين في أبين وصعدة.
لتحميل هذه اللقطات التليفزيونية، يُرجى زيارة موقع الأخبار بالفيديو الخاص باللجنة الدولية على العنوان التالي:
www.icrcvideonewsroom.org
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
السيدة ميريللا حديب، بعثة اللجنة الدولية في صنعاء، الهاتف: 967739164666+
السيدة سارا الزوقري، بعثة اللجنة الدولية في بيروت، الهاتف: 9613138353+
تابعوا أخبار اللجنة الدولية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك facebook.com/icrc وتويتر twitter.com/icrc
قائمة اللقطات المصورة
0:00 – 0:06 صبي يبيع لعبًا في الشارع
0:06 – 0:11 صبي أصغر سنًا يتسول عند نافذة سيارة
0:11 – 0:16 صبية تتسول بجوار إحدى السيارات
0:16 – 0:20 صبي يبيع لعبًا
0:20 – 0:26 أسرة تتسول في الشارع
0:26 – 0:34 امرأة تسير متجهة إلى منزلها المؤقت
0:34 – 0:39 امرأة تجلس مع طفل
0:39 – 0:44 ثلاث فتيات صغار
0:44 – 1:26 صوت امرأة (باللغة العربية) "مرّت خمسة أشهر منذ أن انتقلت أنا وأحفادي الخمسة من تعز للعيش هنا بسبب الحرب". نحن نتسول في أثناء النهار، وقد أعطانا أحدهم هذا المكان لنقيم فيه. لذا فنحن نمضي ليلنا هنا وفي الصباح نخرج بحثًا عن أي شيء يجود به أحدٌ علينا. كان الأطفال يدرسون هناك، أما هنا فيتسوّلون الطعام من المطاعم. تتابع "سعود": "أعمارهم؟ ست سنوات وسبع سنوات وثماني سنوات." "لا يأتينا أي دعم سوى بواقي الطعام التي نحصل عليها من المطاعم، ومال قليل من التسوّل".
1:26 – 1:31 امرأة مع أطفال
1:31 – 1:35 لقطة مقرّبة لأطفال
1:35 – 1:39 لقطة واسعة لسيارة تُغسل
1:39 – 1:43 أحمد وصديق له يغسلان سيارة
1:43 – 1:48 لقطة مقربة لأحمد وهو يغسل سيارة
1:48 – 2:05 صوت أحمد (باللغة العربية) "من الصعب أن أجمع بين إعالة أسرتي والذهاب إلى المدرسة في الوقت ذاته. أتوق للعودة إلى المدرسة، ولكن من سيعولنا؟ أبي مريض، وليس هناك أحد يقدر على العمل وكسب المال سواي."
2:05 – 2:13 لقطات متنوعة لأحمد وهو ينظف سيارة من الداخل
2:13 – 2:39 لقطات متنوعة لأطفال يسيرون عبر أنقاض بناية مدرسة وساحتها.
2:39 – 3:01 صوت "ميريللا حديب" من اللجنة الدولية (باللغة الإنجليزية) "مدارس عديدة تُستخدم كمراكز إيواء للعائلات النازحة أو استولت عليها الجماعات المسلحة. وفقًا للقانون الدولي الإنساني، تعتبر المدارس منشآت مدنية يجب حمايتها في أثناء القتال، كما أن التعليم ليس رفاهية تُدخر لوقت السلم.
3:01 - 3:32 لقطات متنوعة من داخل حجرة دراسة مُدمّرة جزئيًا، وأطفال يتعلمون وهم جالسون على الأرض
3:32 – 3:46 لقطات متنوعة لطالبات في بناية مدرسة طالها دمار شديد
3:46 – 4:12 صوت "إيثار محمد" (باللغة العربية) "رأينا قذائف متساقطة ورصاصًا وطائرات تهاجم. والآن لا نستطيع أن نتعلم بسبب الحرب. أتمنى فعلاً أن يُعاد بناء مدرستي حتى أعود إلى الدراسة ثانيةً."
4:12 – 4:20 لقطات متنوعة لفتيات في بناية مهدمة
تاريخ التصوير: كانون الثاني/ يناير 2019
الموقع: صنعاء، عدن، تعز - اليمن
اللغة: العربية
المصور: متنوعون
حقوق الطباعة والنشر: متاحة للجميع
المراجع: