بسبب جائحة كوفيد، ينازع ملايين الناس الذين يواجهون أهوال النزاع والحرب من أجل البقاء أحياء
إن أثر الجائحة المستمر على الاقتصاد والأمن الغذائي هائل، ومن المرجح أن يتفاقم مع مرور الوقت. وفي البلدان المتضررة من النزاعات، يعيش ملايين الناس بالفعل معتمدين على قليل من الرعاية الصحية والغذاء والمياه والكهرباء أو محرومين منها تمامًا، فضلًا عن الأسعار المتقلبة والبنية التحتية المدمرة. وقد ينجم عن آثار هذه الجائحة حلقة مفرغة من فقدان الدخل وتفاقم الفقر والجوع.
تمتلك «نرجس» أحد المشاريع الصغيرة؛ فهي تحيك حقائب وتبيعها إلى المخابز. تحكي قصة تدهور مشروعها قائلة: "كنت أخطط للتوسع في نشاطي وشراء آلات جديدة، ولكن بسبب الجائحة، لا أستطيع شراء الأقمشة التي أحتاج إليها، وترفض المخابز شراء حقائبي خشية انتقال العدوى بالمرض".
حصلت «نرجس» مؤخرًا على قرض من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) لإنقاذ مشروعها. بالطبع كان هذا شريان حياة أَنقذ صاحبة المشروع، ولكن من دون استجابة منسَّقة من الحكومات والهيئات الدولية والجهات الفاعلة الإنسانية والإنمائية، سيواجه مشروعها وملايين المشاريع كمشروعها مصيرًا محتومًا هو الانهيار، وما يخلفه ذلك من فقر وجوع وعوز.
«نزيهة مطيع الحلاق»، لاجئة سورية تدير صالونًا صغيرًا لتصفيف الشعر من منزلها في عرسال بلبنان. لا تستطيع وصف شعورها بالعجز وهي تشاهد انكماش أرباحها بفعل جائحة كوفيد-19. تقوله «نزيهة»: "كان عملي مزدهرًا، ثم فجأة حلت الجائحة. طُبِّقت تدابير التباعد الجسدي وفُرضت قيود على التحركات".
وبالنسبة لكثير من الناس فإنهم استنفدوا آليات التكيف المعتادة التي تلجأ إليها العائلات لمواجهة السنوات العجاف؛ أي طلب قروض من الجيران أو أفراد في العائلة، وخفض المشتريات من غير المواد الغذائية، والاعتماد على المدخرات. والأسر الأشد تضررًا من جراء الجائحة تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، فضلًا عن القيود التي يفرضها كوفيد-19 على الوصول المادي إلى أسواق المواد الغذائية بالنسبة إلى أشد الفئات استضعافًا.
وقد خلّفت جائحة كوفيد-19 أثرًا مدمرًا على المزارعين في ولاية بورنو بشمال شرقي نيجيريا. فبسبب تدابير التباعد الاجتماعي والإغلاق، أصبحت الأسر المشتغلة بالزراعة غير قادرة على الخروج لشراء البذور، أو لتوليد الدخل اللازم لشرائها.
يقول «إبراهيم محمود»، وهو مزارع نازح: "لا نستطيع الذهاب إلى أي مكان بسبب كوفيد-19، ولا نستطيع ممارسة أي نشاط تجاري. نحن قابعون في المنازل ونعاني مشاقَّ جمّة".
يقول «إلايشا جون»، وهو مساعد بوحدة الأمن الاقتصادي باللجنة الدولية: "إذا لم يغرس هؤلاء المزارعون بذورهم، فلن يتوافر لديهم الغذاء اللازم لاستهلاكهم المنزلي، ما يسفر عن تحديات خطيرة. نريد أن نضمن رجوع هؤلاء إلى ممارسة الزراعة لينثروا بذورهم".
استجابت اللجنة الدولية لهذا التحدي عبر توفير بذور لنحو 20,000 أسرة مستضعفة، وستستفيد نحو 16,000 أسرة أخرى من هذا الدعم الأسبوع المقبل. وتحصل المجتمعات العاملة بالزراعة، إلى جانب البذور، على مساعدات نقدية لتتمكن من تأمين احتياجاتها من المواد الغذائية دون أن تترك العمل في الأرض.
وما يثير القلق أن نقص التغذية المزمن والجائحة يعزز كل منهما الآخر، إذ تسببت حالات تفشي الأوبئة السابقة - الإيبولا، وسارس، وميرس – في آثار سلبية على الأمن الغذائي، ما فاقم معدلات سوء التغذية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر نقص الدخل على الأسر في الوقت الذي تكافح فيه البلدان من أجل تقديم الخدمات الأساسية، ما يفاقم انعدام الأمن الغذائي بالنسبة للأشخاص المعرضين بالفعل للخطر. وعندما تفرض قيود على الحركة، يواجه الناس معضلة الاختيار بين الخروج لكسب العيش والبقاء في منازلهم حمايةً لصحتهم.
ومن دون تحرك مبني على جهود متضافرة من المجتمع العالمي، فإننا نتوقع أن تزداد الاحتياجات الإنسانية، وأن تظهر احتياجات جديدة في مجال الصحة والحماية على المديين القريب والبعيد، وأن تتراجع المجتمعات المرنة نسبيًا إلى خانة الفئات التي تحتاج إلى مساعدة.
وتدعو اللجنة الدولية إلى الحفاظ على برامج الحماية الاجتماعية أو زيادتها، وأن تشمل أشد الفئات استضعافًا. كما يجب تعزيز الأنشطة الإنسانية القائمة التي تركز على الأمن الغذائي والتغذية.
حقائق وأرقام
تُظهر المؤشرات المبكرة في البلدان التي تعمل بها اللجنة الدولية الأثر الواسع النطاق لجائحة كوفيد-19:
- في نيجيريا، قال 95٪ من الأشخاص الذين شملهم استطلاع أجرته اللجنة الدولية وعددهم 313 شخصًا أن سبل كسبهم العيش قد أُضيرت من جراء الجائحة، ما أدى إلى انخفاض رواتبهم أو دخلهم المادي. وفي العراق تحدث 83٪ (من إجمالي 130 شخصًا) عن انخفاض الدخل. أما في ليبيا فأعرب عن الرأي نفسه 52٪ (من إجمالي 190 شخصًا).
- في العراق، أفاد 77٪ ممن أُجريت معهم مقابلات بعدم وجود مدخرات للتعامل مع الأزمة. وفي ليبيا أعرب عن الرأي نفسه 85٪. أما في نيجيريا فكانت النسبة 48٪.
- وفي أوكرانيا، أفاد 75٪ من إجمالي 215 شخصًا أُجريت معهم مقابلات بزيادة في أسعار المواد الأساسية، بينما أفاد 47٪ منهم بانخفاض الوصول إلى الأسواق.
- في أمريكا اللاتينية، خلفت تدابير الإغلاق أثرًا سلبيًا على المهاجرين الفنزويليين، ومنعتهم من تحصيل دخل يغطي احتياجاتهم الأساسية.
لتنزيل هذا المقطع المصور، يرجى زيارة موقع غرفة الأخبار بالفيديو الخاص باللجنة الدولية على العنوان التالي:
ولمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
السيدة Anita Dullard، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: +41 79574 1554، البريد الإلكتروني: adullard@icrc.org
السيد: Jason Straziuso، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف:+41 79 949 3512 ، البريد الإلكتروني: jstraziuso@icrc.org
قائمة اللقطات
الموقع: مواقع متعددة
مدة الفيلم: 08:15
النّسق: HD mp4
الكاميرات: متنوعة
مرجع اللجنة الدولية: 20200602-Ecosec_COVID
تاريخ التصوير: متعدد
حقوق الطباعة والنشر: محفوظة للجنة الدولية، ومتاحة للجميع
00:00 باعة متجولون وأكشاك في سوق، مأرب، اليمن، نيسان/أبريل 2020
00:17 منطقة سوق الجملة، تعز، اليمن، نيسان/أبريل 2020
00:25 مشاهد من مدينة تعز تُظهر الدمار، تعز، اليمن، نيسان/أبريل 2020
00:40 لقطات من الجو للدمار الذي حل بمدينة حمص، سورية، 2019
00:54 «ماجدة» داخل متجرها لصنع الكباب، الذي حصلت على تمويله عبر منحة من اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري تبلغ من العمر 50 عامًا، وهي أم لفتاتين وترعى زوجها المعاق، حمص، سورية، 2019
01:19 «نرجس»، التي تدعم اللجنة الدولية مشروعها الصغير، في مشغل الخياطة الخاص بها، طرابلس، ليبيا، 2019
صوت، «نرجس»
01:37 "بعد أن خيمت الجائحة، تدهور مشروعي لعدة أسباب؛ أولها إغلاق متاجر الأقمشة، وبهذا أكون فقدت المورّدين. حتى عندما تمكنت من تدبير الأقمشة لم أتمكن من بيع الحقائب للمخابز، إذ رفضت شراءها خشية انتقال العدوى بالمرض".
02:03 "الآثار فادحة حقًا. كنت أخطط للتوسع في مشروعي وشراء آلات جديدة وتطوير مهاراتي. ولكنني عجزت عن ذلك بسبب كوفيد-19. والآن لم يعد لدي دخل".
02:36 «نزيهة مطيع الحلاق»، لاجئة سورية حصلت على دعم من اللجنة الدولية والصليب الأحمر البريطاني ليستمر العمل في مشروع تصفيف الشعر الذي تباشره، عرسال، لبنان، أيار/مايو 2020
صوت «نزيهة مطيع الحلاق»
02:58 "لديّ طفلة معاقة". هي بنت أخي، والدها محتجز في سورية وأمها وأخواتها مفقودات".
03:04 "كما أرعى أطفال أخي الآخر، فأمهم ماتت وتركهم أبوهم".
03:09 "كان عملي مزدهرًا، ثم فجأة حلّت الجائحة. طُبِّقت تدابير التباعد الجسدي وفُرضت قيود على التحركات".
03:18 "عندما بدأ تطبيق العزل الذاتي ووجدنا أنفسنا محبوسين بالمنزل لا نستطيع التنقل بحرية، تذكرت أيام كنا في سورية، عندما كان نحبس أنفسنا في المنزل خشية القصف والقنابل".
03:28 دعم مقدم إلى مجتمع محلي عائد إلى قريته بعد خمس سنوات من النزوح. لقطات تُظهر تدابير التباعد الاجتماعي المُطبَّقة في أثناء توزيع مساعدات نقدية، عكاشات، العراق، أيار/مايو 2020
04:07 مخيم للنازحين داخليًا في مايدوغوري، نيجيريا، 2019
04:26 موقع توزيع بذور، مايدوغوري، نيجيريا، أيار/مايو 2020
صوت: «إبراهيم محمود»، مزارع نازح في مايدوغوري، نيجيريا
04:56 "لا نستطيع الذهاب إلى أي مكان بسبب كوفيد-19، ولا نستطيع ممارسة أي نشاط تجاري. نحن قابعون في المنازل ونعاني مشاقَّ جمّة".
05:10 بفضل الدعم الذي سأتلقاه، سأزرع وأستفيد من المحصول الذي سأجنيه في إطعام أسرتي".
05:21 نساء يصلن إلى موقع توزيع البذور، مايدوغوري، أيار/مايو 2020
05:29 عائلات مستضعفة تحصل على مساعدات نقدية، مايدوغوري، أيار/مايو 2020
صوت «إلايشا جون»، مساعد بوحدة الأمن الاقتصادي باللجنة الدولية
05:48 "إذا لم يغرس هؤلاء المزارعون بذورهم، فلن يتوافر لديهم الغذاء اللازم لاستهلاكهم المنزلي، ما يسفر عن تحديات خطيرة. لذا فعلينا أن نتابع هذه المجتمعات لكي نضمن رجوع الناس إلى ممارسة الزراعة لينثروا بذورهم".
06:05 الصليب الأحمر البيروي والصليب الأحمر الألماني يوزعان مواد غذائية على 250 أسرة مستضعفة من 6 مجتمعات محلية في مقاطعة سان أنطونيو، ليما، بيرو، أيار/مايو 2020.
06:35 تدريب للخبازين تدعمه اللجنة الدولية في كراكاس، فنزويلا، 2019
07:05 توزيع مجموعات مواد غذائية ومستلزمات نظافة صحية على المجتمع المحلي في دونباس، أوكرانيا، آذار/مارس 2020
صوت «تمارا»، سيدة مُسنّة من دونتسك، أوكرانيا
07:21 "مبالغ معاشاتنا لا تكفي، وهذه الصناديق تساعد في تأمين احتياجاتنا لفترة من الزمن. لا ننام ليلًا، والضغوط النفسية تتكالب علينا مسببة ارتفاع ضغط الدم، بسبب الخوف الذي يلازمنا.
07:36 عدة لقطات للسيدة «تمارا» ومعها صناديق المواد الغذائية ومستلزمات النظافة الصحية.
07:48 اللجنة الدولية والصليب الأحمر السريلانكي ينفذان عملية توزيع تشمل القُطر بأكمله، لمواد غذائية ومساعدات أخرى على بعض من أشد الأسر استضعافًا، سريلانكا، أيار/مايو 2020
08:15 النهاية