بما أن القتال في منطقة تيغراي الإثيوبية ومناطق أخرى في شمال البلاد يجبر المزيد من الأشخاص على الفرار من ديارهم، يواجه اللاجئون الإثيوبيون الموجودون في المخيمات في جنوب شرق السودان ظروفا معيشية متزايدة الصعوبة، وهو وضع يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية.
وقال دانيال، لاجئ إثيوبي، فر من العنف ويعيش الآن في مخيم أم ركوبة للاجئين في السودان: "من الصعب على معظم الشباب العيش هنا، فهم مدمنون على المخدرات والكحول، إنه أمر سيء بالنسبة إليهم". واستطرد قائلا: "إنهم متوترون وفي بعض الأحيان يفكرون في الانتحار. وأنا فقط أُقاوم ذلك من خلال لعب كرة القدم والعزف على الآلات الموسيقية التقليدية حتى يتحرر عقلي".
ويُشكل اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يتم الاحتفال به في 10 تشرين الأول/أكتوبر، لحظة لتذكر احتياجات الصحة النفسية العالية في إفريقيا. ويوجد في القارة 1.4 عامل في مجال الصحة النفسية لكل 100.000 شخص، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 9.0 عامل لكل 100.000شخص. وفي حين أن المعدل السنوي العالمي لزيارة العيادات الخارجية للصحة النفسية يبلغ حوالي 1000 زيارة لكل 100.000 شخص، فإن المعدل في إفريقيا هو 14 زيارة لكل 100.000 (وفقا لمنظمة الصحة العالمية). وتعتبر الوصمة المتعلقة بمسائل الصحة النفسية، إلى جانب النقص في المرافق والموظفين المتخصصين، من بين الأسباب التي تمنع الأشخاص من طلب المساعدة وتلقيها.
وقالت Milena Osorio، منسقة برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية): "إن الوضع في إفريقيا مقلق للغاية لأن هناك فجوة كبيرة بين الاحتياجات التي نعاينها والمتعلقة بالأشخاص المتأثرين بحالات النزاع والعنف والخدمات المتاحة لهم. وهناك عدد قليل جدا من المتخصصين في مجال الصحة النفسية، وبالتالي، من الصعب الوصول إلى هذه الخدمة".
وفيما يتعلق باللاجئين الإثيوبيين في السودان، فإن مستويات الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والصرف الصحي غير كافية بالمَرة، ويعاني عدد متزايد من الأشخاص من سوء التغذية وأمراض مثل الملاريا والتهاب الكبد E. وأدى انطلاق موسم الأمطار إلى تفاقم الوضع، ويختار بعض اللاجئين اعتماد طرائق هجرة خطرة أو الانتقال إلى مناطق أخرى من البلاد.
ولا يستطيع آلاف اللاجئين، إلى جانب الظروف المعيشية القاسية، الاتصال بأفراد أسرهم من خلال شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية في العديد من مناطق إقليم تيغراي بسبب تعطلها. ويعاني الكثير من الأشخاص من الصدمة والضيق العاطفي، بعد شهور من عدم معرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للمّ شملهم مع أزواجهم وأطفالهم.
وقالت Brhan Geberzgiher، إحدى اللاجئات: "عندما بدأ النزاع، كان كبيرا وتأثرنا جميعا. وكنت أحاول التواصل مع عائلتي في بلدي، ولكنني خائفة عليهم. ولا أعتقد أنهم على قيد الحياة".
وفي معظم حالات النزاع والعنف المستمرة، يتعرض الأشخاص إلى أحداث صادمة للغاية، ويكافحون يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة. وفي هذه الحالات، يكون الخراب الشخصي والاجتماعي والاقتصادي فوريا وواسع الانتشار وشديد الضرر. ويخلق ذلك أو يزيد من الاحتياجات الهامة الفورية والطويلة الأمد المتعلقة بالصحة النفسية والنفسية الاجتماعية.
وقالت السيدة Osorio إن العلاج المتعلق بالصحة النفسية يشكل تدخلا لإنقاذ الأرواح في حالات النزاع، مع الإشارة إلى أنه "يمكنك توفير كل الأغذية، ولكن في النهاية لا يوجد علاج أكثر أهمية من الآخر. وينبغي أن يسير هذان العلاجان جنبا إلى جنب، وأن يبنيا قوة عاطفية وقدرة صمود للأفراد والمجتمعات المحلية، وهي لا تقل أهمية عن تقديم المساعدة إليهم".
وتدعم اللجنة الدولية جمعية الهلال الأحمر السوداني (الجمعية) في منطقتي القضارف وكسلا لمساعدة اللاجئين على البقاء على اتصال بعائلاتهم. وتعمل الجمعية في مخيمي أم ركوبة وتونيدبا للاجئين الإثيوبيين، ومخيم شارغراب للاجئين الإرتريين، وفي موقعين للعبور.
لمشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث:
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
السيدة Aurélie Lachant، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 6405 244 79 41+، البريد الإلكتروني: alachant@icrc.org
السيدة Alyona Synenko، بعثة اللجنة الدولية في نيروبي، الهاتف: 254716987265+، البريد الإلكتروني: asynenko@icrc.org
تابعوا صفحتي اللجنة الدولية باللغة العربية على فيسبوك facebook.com/icrc وتويتر twitter.com/icrc
قائمة اللقطات المصورة
الموقع: القضارف، السودان
مدة الفيلم: 5.34
النسق: mp4
التحرير: Eric Chege
التاريخ: 06/10/2021
حقوق النشر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر. متاحة للجميع
على الشاشة: شعار اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
00:00 - 00:08: لقطات لمخيم للاجئين الإثيوبيين في منطقة القضارف في السودان.
00:09 - 00:17: لقطة للاجئ إثيوبي (دانيال) عند دخوله إلى منزله.
00:18 - 00:31: لقطات لدانيال مستلقيا على سريره.
00:32 - 00:50: مقابلة مع دانيال، لاجئ إثيوبي في السودان: "جئت مع عمي فقط. وعاد باقي أفراد عائلتي إلى بلدي. وعندما جئنا إلى هنا، اعتقدت أننا سنعود إلى بلدنا في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر. ولكننا الآن هنا منذ ما يقرب من تسعة أشهر".
00:51 - 01:05: لقطات لدانيال في منزله يعزف على آلة موسيقية تقليدية.
01:06 - 01:40: مقابلة مع دانيال، لاجئ إثيوبي في السودان: "من الصعب على معظم الشباب العيش هنا، فهم مدمنون على المخدرات والكحول، إنه أمر سيء بالنسبة إليهم". واستطرد قائلا: "إنهم متوترون وفي بعض الأحيان يفكرون في الانتحار. وأنا فقط أُقاوم ذلك من خلال لعب كرة القدم والعزف على الآلات الموسيقية التقليدية حتى يتحرر عقلي".
01:41 - 01:57: لقطات لدانيال وهو يغني باستخدام آلة موسيقية تقليدية.
01:58 - 02:05: لقطات مختلفة للسيدة Brhan Geberzgiher خارج منزلها.
02:06 - 02:17: لقطات للسيدة Brhan Geberzgiher داخل منزلها.
02:18 - 03:02: مقابلة مع Brhan Geberzgiher، لاجئة إثيوبية في السودان: "عندما بدأ النزاع، كان كبيرا وتأثرنا جميعا. وكنت أحاول التواصل مع عائلتي في بلدي، ولكنني خائفة عليهم. ولا أعتقد أنهم على قيد الحياة". و"أنا قلقة للغاية لأننا فقدنا كل طعامنا وحبوبنا في بلدنا".
03:03 - 03:19: لقطات مختلفة لعملية تسجيل الهلال الأحمر السوداني للأشخاص في خدمات لمّ شمل الأسرة والبحث عن المفقودين.
03:20 - 04:20: مقابلة مع Milena Osorio، منسقة برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي: "إن الوضع في إفريقيا مقلق للغاية لأن هناك فجوة كبيرة بين الاحتياجات التي نعاينها والمتعلقة بالأشخاص المتأثرين بحالات النزاع والعنف والخدمات المتاحة لهم. وهناك عدد قليل جدا من المتخصصين في مجال الصحة النفسية، وبالتالي، من الصعب الوصول إلى هذه الخدمة". و"هناك أيضا مشكلة وصمة العار والتقاليد والمعتقدات الثقافية التي تتعارض مع فكرة البحث عن طبيب نفسي أو متخصص في الصحة النفسية. إن مقترحنا يتمثل في أهمية إدراك الدول والوكالات الإنسانية لهذه المسألة، وأن تعمل على تطوير القوى العاملة في مجال الصحة النفسية، وفي الوقت نفسه تقديم استراتيجيات دعم ذات صلة على الصعيد الثقافي وتكون منطقية ويمكن للأشخاص في إفريقيا تصديقها وأن تسهل عملية الوصول. إن هذه المسألة خطيرة ومعقدة وتحتاج إلى معالجة باعتبارها مسألة ذات أهمية.
04:21 - 04:32: لقطات مختلفة لعملية تسجيل الهلال الأحمر السوداني للأشخاص في خدمات لمّ شمل الأسرة والبحث عن المفقودين.
04:33 - 04:40: لقطات لمخيم اللاجئين في منطقة القضارف في السودان.
04:41 - 05:34: مقابلة مع Milena Osorio، منسقة برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي: "هناك نقاش مثير للاهتمام بشأن ما إذا كان توفير الماء والغذاء والمأوى يمثل استجابة للطوارئ أم لا، وما نعتقده وما عايناه هو أنك يمكنك تزويد الأشخاص بالأغذية، ولكن إذا لم يكن لديهم الطاقة للاستيقاظ والطهي لأطفالهم وإعالة أسرهم، فيمكنك توفير كل الطعام، ولكن في النهاية لا يوجد عنصر أكثر أهمية من الآخر. وينبغي أن يسير هذان العلاجان جنبا إلى جنب، وأن يبنيا قوة عاطفية وقدرة صمود للأفراد والمجتمعات المحلية، وهي لا تقل أهمية عن تقديم المساعدة إليهم. ونريد أن نتأكد من أنهم يبنون قوتهم لبناء مستقبل أكثر إيجابية لأنفسهم، وذلك من خلال تعزيز صحتهم النفسية ورفاههم النفسي الاجتماعي.
النهاية