القرن الإفريقي: الوضع ينذر بالخطر فيما يعاني مئات الآلاف من الصوماليين من أشدّ موجة جفاف تشهدها المنطقة في العقد الأخير
تعتبر الصومال البلد الأشد تضررا من بين البلدان التي تواجه موجة الجفاف الحالية في القرن الإفريقي. ولا ينذر الوضع بالخطر فحسب، بل هو في تدهور مستمر، إذ تهجر أعداد هائلة من السكان ديارها بحثا عن الماء والغذاء. وجاءت المحاصيل هزيلة وتراجع منسوب المياه وهلكت الماشية.
وفي بداية شهر آذار/مارس 2022، نزح أكثر من 670 ألف شخص جراء الجفاف. كما ترزح أكثر المناطق تضررا في وسط وجنوب الصومال تحت وطأة النزاع والعنف المتواصلين والمُطوّلين، بينما يبقى من الصعب على الجهات الإنسانية الوصول إلى جزء كبير منها.
وتقول فادومو علي محمد التي نزحت من بيتها في جامامي: "لم يبق في موطني سوى الجوع. الناس جياع. ولا أثر للمطر. غادرنا بحثا عن المساعدة الطبية، ولكن لم نجد سوى الجوع."
وتعاين فرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في الميدان أوضاعا تدمي القلوب، إذ يرون الناس وهم يهجرون قراهم وتتناهى إلى مسامعهم أخبار النساء والأطفال الذين يلقون حتفهم في الطريق. كما يرون المقيمين في مخيمات النازحين داخليا وهم يعيشون يوما بيوم، ويرتدون الثياب نفسها ويلتقطون أي شيء يجدونه ليأكلوه آملين في النجاة: وتقول حمدي ياري حسين، أرملة تبلغ من العمر 25 سنة وأم لأربعة أطفال: "غادرت 'ديقوارير' على الأقدام، وسرت يومين لأصل إلى 'جانالي لور شابيلي'. وحين وصلت إلى هناك، أقلني أحدهم إلى 'مقديشو' حيث يقع مخيم النازحين داخليا 'داينيلي ساماري'. والآن وقد وصلت إلى هنا، فأنا ما زلت دون مأوى ملائم، أو غذاء أو حتى ملابس لأطفالي. وأحيانا يتكرم علينا جيراننا الذين يعيشون على مقربة من المخيم ببعض الطعام."
وشرعت اللجنة الدولية في تطبيق إجراءات الاستجابة للطوارئ المرتبطة بالجفاف، بالتركيز على المناطق المتضررة من النزاع والتي يصعب الوصول إليها. ويقول جويرغ إيغلين، رئيس بعثة اللجنة الدولية في الصومال: "لا يزال الوصول إلى بعض المناطق غير ممكن حاليا، ولكن تتولى فرقنا في الأثناء تقييم الاحتياجات وتسجيل المستفيدين وتوزيع المساعدات النقدية على المقاطعات ذات الأولوية في جنوب الصومال ووسطها وشمالها وفي مقديشو. وجرى تعزيز عمليات مسح الوضع الغذائي وحفر الآبار، في إطار الحلول السريعة، في عدة مناطق ذات أولوية، ليستفيد منها أكثر منها 68 ألف شخص". وأضاف قائلا: "نحن على دراية بالقيود والمخاطر الناجمة عن النزاع وسنتولى تقييمها بعناية، وسنسعى في نفس الوقت لتلبية احتياجات الأشخاص العالقين في براثن النزاع في الوقت المناسب وعلى نحو فعال."
ويتواصل الجفاف متسببا في نزوح العديدين وقد يزيد من حدّة النزاعات الحالية ويفاقم مواطن الضعف، ولكن اللجنة الدولية ستواصل بدورها تعزيز استجابتها في مجال الحماية، ويشمل ذلك جهود لم شمل العائلات المشتتة في الصومال بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر الصومالي، الذي تمتد فروعه في البلاد.
وتعمل اللجنة الدولية على تعزيز استجابتها ضمن عدة مراحل، بدءاً من الأماكن التي تحظى فيها بإمكانية الوصول إلى السكان المتضررين من النزاع. ونسعى بعد الحصول على مساعدة مالية إضافية من الميزانية إلى توسيع نطاق المساعدة لتشمل من هم في حالة حرجة وفي أمس الحاجة إلى مساعدة عاجلة.
لاستفسارات الجهات الإعلامية، يرجى الاتصال:
بالسيدة Sanela Bajrambasic اللجنة الدولية في الصومال، الهاتف: +254 700 888 141
أو زيارة موقعنا على شبكة الإنترنت: www.icrc.org
لمشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث:
www.icrcvideonewsroom.org
للاطلاع على ما تفعله اللجنة الدولية لوضع حد للاعتداءات على المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية:
www.healthcareindanger.org
تابعوا صفحتي اللجنة الدولية على فيسبوك facebook.com/icrc وتويتر twitter.com/icrc