دمشق (اللجنة الدولية) – أنهكت الأزمة التي دخلت عامها الحادي عشر في سورية قدرة السكان على التكيف، في ظل تحول الاهتمام العالمي إلى أزمات بارزة أخرى. وفي حين أن الدمار الهائل والتدهور التدريجي للبنية التحتية الحيوية – أي المياه والكهرباء والرعاية الصحية - يجهدان قدرة السكان على التكيف، لا يزال آلاف الأطفال العالقين في المخيمات ومراكز الاحتجاز الأخرى شمال شرقي سورية يقضون طفولتهم في ظروف مفزعة وقاسية لا يجوز أن يمر بها طفل أبدًا.
ومع تضاؤل الاهتمام العالمي في الوقت الحاضر، تضع الأزمة السورية بتعقيداتها ضغوطًا هائلة على الخدمات العامة الأساسية وتقترب بها من نقطة الانهيار. ثمة حاجة إذًا إلى التفكير في حلول طويلة الأمد قبل فوات الأوان، فأعوام النزاع تضع شبكات المياه في المدن السورية الكبرى، مثل حلب، على شفير الانهيار. وفي الوقت الراهن، لا يعمل بكفاءة من شبكات المياه والصرف الصحي في عموم البلاد سوى نصفها، ما يسبب أزمة مياه كبرى تؤثر على ملايين السكان.
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، السيد "بيتر ماورير": "أدت الآثار طويلة الأمد للأزمة إلى تدهور البنية التحتية الحيوية. وعندما لا يجد ملايين السوريين خدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم، فلا مهرب لهم من السقوط في براثن الفقر واليأس".
وفي شمال شرقي سورية، حيث يقضي آلاف الأطفال فترة الطفولة في بؤس، حان الوقت لإيجاد إرادة سياسية للتحرك قبل أن يُزهق المزيد من الأرواح. ولا بد ألا يشيح العالم ببصره عن هؤلاء الأطفال الذين تضيع أعمارهم في مخيمات أو يكبرون بدون جنسية وبلا يقين في المستقبل. فثلثا النزلاء في مخيم الهول من الأطفال، من إجمالي 56,000 شخص، يعيشون في ظروف أدنى بكثير من المعايير الدولية من حيث إمكانيات الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليم. ويتعرض هؤلاء الأطفال باستمرار للمخاطر، وغالبًا ما تُهمل حقوقهم.
وقال الطفل رامي* الذي يبلغ من العمر 12 عامًا ويقيم في مخيم الهول: "أحلم بتذوق الليمون والطماطم واللحم، أتمنى أن آكلها. أملي الوحيد أن أخرج من المخيم في أقرب وقت."
يعتبر هذا الوضع أحد أكبر حالات الطوارئ وأعقدها من حيث حماية الأطفال في عالمنا المعاصر، لكن رغم تعقيدات الوضع على المستويين القانوني والعملي، فليس من المستحيل التحرك وإيجاد حل. وتبرز هنا الحاجة إلى العمل الجماعي، حيث يوجد عدد من الأمثلة الجيدة التي شهدت إعادة نزلاء إلى أوطانهم، ومن ثم يمكن أن تتعلم الدول من بعضها بعضًا في هذا الصدد؛ فمعالجة هذه الأزمة لا تقع على عاتق طرف بعينه.
وأضاف السيد "ماورير" في زيارته إلى مخيم الهول في 12 أيار/مايو: "نرحب بالجهود المبذولة لإعادة النساء والأطفال إلى بلدانهم، لكن لا بد من بذل المزيد من الجهود بسرعة. فضعف الاهتمام بالنزاع السوري ليس عذرًا لانصراف التركيز عن إعادة النساء والأطفال من المخيمات الموجودة في شمال شرقي سورية".
تعرضت محطة الكهرباء في ناحية الخفسة بمحافظة حلب كذلك لتدمير يتعذر معه إصلاحها، وقد يستغرق الأمر خمس سنوات على الأقل لإعادة بناء هذا المرفق حتى في ظروف مستقرة.
وفي جميع أنحاء سورية، يحد الاقتصاد الآخذ في التدهور بسبب عواقب الأزمة والعقوبات، بشكل كبير من قدرة السكان على تلبية الاحتياجات الحيوية والحصول على الخدمات الأساسية. ولا تزال الاحتياجات الإنسانية هائلة في البلد؛ إذ يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر، ولا يزال حوالي 14.6 مليون شخص، من أصل 18 مليونًا، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية. تعرضت محطة الكهرباء في ناحية الخفسة بمحافظة حلب كذلك لتدمير يتعذر معه إصلاحها، وقد يستغرق الأمر خمس سنوات على الأقل لإعادة بناء هذا المرفق حتى في ظروف مستقرة.
لتنزيل هذا المقطع المصور، يرجى زيارة غرفة الأخبار المصورة بموقع اللجنة الدولية:
ملاحظات للمحررين
تواصل اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري تشغيل مستشفى في مخيم الهول منذ أكثر من ثلاث سنوات لتوفير رعاية طبية تمس حاجة السكان المعوزين إليها في هذه المنطقة، التي يشكل الحصول على الأساسيات فيها تحديًا ضخمًا. وقد استُخدمت في 2022 هياكل مسبقة التجهيز لتجديد هذا المستشفى، الذي كان يتألف حتى وقت قريب من خيام، ما يزيد قدرة المرفق على تحمل الأحوال الجوية القاسية، ويحسِّن ظروف الخدمة للمرضى والطاقم الطبي العامل هناك. ويتألف الطاقم الطبي الذي يدير المستشفى من 57 فردًا – يضم أطباء، وأطقم تمريض، وقابلات، وفني مختبر، وفنيي أشعة، وفريق دعم – ويقدم 50-60 استشارة يومية في المتوسط، وقد جرى تقديم خدمات علاجية لأكثر من 11,000 حالة في عام 2021.
ويقدم المستشفى خدمة الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي، إلى جانب الخدمات الطبية المعتادة. وتشمل هذه الخدمة عقد جلسات مع الأفراد وجلسات عائلية وفقًا لاحتياجات كل حالة. كما تقام أنشطة تثقيف نفسي للأطفال، وتتكيف هذه الأنشطة مع احتياجات الأطفال المقيمين في مخيم الهول بغرض تحسين الثقة بالنفس وتقدير الذات وتعزيزهما في نفوس هؤلاء الأطفال.
تعتبر محطة معالجة المياه في ناحية الخفسة، الواقعة على بُعد 80 كم إلى الشرق من مدينة حلب، أحد المصادر الرئيسية للمياه التي يعتمد عليها ملايين السكان. فإذا توقفت محطة مياه الخفسة، فسيعاني 3.2 مليون شخص من جراء ذلك دون وجود مصدر بديل للإمداد بالمياه. وقد اكتمل التقييم الفني لمحطة معالجة المياه هذه في أواخر 2021، وبدأ العمل في بدايات 2022. ويجرى الآن تقييم محطات معالجة مياه في مناطق أخرى بسورية.
أجرت اللجنة الدولية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري آلاف المشاريع الهندسية في سورية، من بينها مشاريع في محافظة حلب، في إطار الاستجابة لحالات الطوارئ وتوفير دعم مستمر لمقدمي الخدمات المحليين بهدف كبح التراجع في مستوى تقديم الخدمات. وقد استفاد أكثر من 17 مليون شخص في عموم سورية العام الماضي من هذه الأنشطة المختلفة في مجال المياه والإسكان.
وتحتاج اللجنة الدولية إلى مواصلة الاستجابة للاحتياجات العاجلة للنازحين وغيرهم من السكان المتضررين، عن طريق توفير مساعدات مادية وخدمات الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية، وكذا من خلال التحاور مع الأطراف المعنية وإجراء التدخلات بالتعاون معها. وستظل التدخلات في مجالات الإغاثة، والإسعافات الأولية، والوحدات الصحية المتنقلة، وسبل الحصول على المياه، تسهم في إنقاذ أرواح السكان الذين نزحوا في الآونة الأخيرة، ومن لا يستطيعون العودة إلى ديارهم كذلك.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
السيد Adnan Hizam (دمشق)، البريد الإلكتروني: ahizam@icrc.org، الهاتف: +9631133806205
السيدة Imene Trabelsi (بيروت)، البريد الإلكتروني: itrabelsi@icrc.org ، الهاتف: +961 3 138 353
السيد Jason Straziuso (جنيف)، البريد الإلكتروني: jstraziuso@icrc.org، الهاتف: +41227302077
قائمة اللقطات المصورة
العنوان : سورية:
الموقع : سورية، شمال شرقي سورية، حلب
مدة الفيلم : 5.31 دقائق
الصيغة : HD mp4
المنتج : اللجنة الدولية للصليب الأحمر
المصور :
لغات الإنتاج : العربية/ الإنجليزية
تاريخ التصوير : 12 أيار/مايو 2022 (مخيم الهول)، أواخر 2021 (الخفسة، حلب)
حقوق الطبع والنشر : محفوظة للجنة الدولية، ومتاحة للعموم
قائمة اللقطات/النص:
00:00:00 --> 00:00:18
مشهد عام لمخيم الهول (3 لقطات)
00:00:18 --> 00:01:10 مقطع صوتي لـ "رامي"*، طفل يبلغ 12 عامًا، ومقيم في مخيم الهول
00:00:18 --> 00:00:28
في الشتاء، تكون الدنيا شديدة البرودة هنا، ويمرض الأطفال وينشرون العدوى بين الآخرين.
00:00:28 --> 00:00:37
تساقط الثلج أول أمس، فمرض الجميع لأن الطقس كان شديد البرودة في المخيم.
00:00:37 --> 00:00:41
في الصيف، يصبح الجو شديد الحرارة هنا ويمرض الناس.
00:00:41 --> 00:00:51
أتمنى أن آكل الليمون والطماطم واللحم، أتمنى أن آكل كل هذا.
00:00:51 --> 00:00:57
ذهبت إلى السوق بالأمس القريب لشراء بعض الحاجيات.
00:00:57 --> 00:01:02
أحد التجار يبيع الطماطم بسعر 1200 ليرة، وآخر بـ 2000 ليرة، وثالث بـ 3000 ليرة.
00:01:02 --> 00:01:04
كيف سنشتريها؟ إنها غالية الثمن!
00:01:04 --> 00:01:10
أتمنى أن نغادر المخيم، أتمنى أن نخرج من هنا في أسرع وقت.
00:01:10 --> 00:01:20
السيد "بيتر ماورير"، رئيس اللجنة الدولية، مع "رامي"*، وهو طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، ويقيم في مخيم الهول.
00:01:20 --> 00:01:36
مشهد عام للسيد "بيتر ماورير" وموظفي اللجنة الدولية في مستشفى الهول الميداني الذي تدعمه اللجنة الدولية (3 لقطات).
00:01:36 --> 00:01:47
مشهد عام لمنطقة الاستقبال في مستشفى الهول الميداني الذي تدعمه اللجنة الدولية (لقطتان).
00:01:47 --> 00:03:44 مقطع صوتي للسيد "بيتر ماورير"، رئيس اللجنة الدولية
00:01:47 --> 00:02:44
هذه هي زيارتي الثالثة لمخيم الهول، وأستطيع القول إننا قد أنجزنا بعض التحسينات في بعض مناحي الخدمات المقدمة للمقيمين هنا.
لقد زرت للتو المستشفى التي شهدًا تحسنًا حقيقيًا بالمقارنة مع ما رأيته من قبل.
الوضع العام في المخيم لا يزال شديد الصعوبة، ولم يتحقق تقدم يُذكر خلال السنوات الثلاث الماضية.
الأطفال يكبرون هنا في ظروف مشبعة باليأس.
لا يفترض أن يكابد أي شخص مصاعب العيش في مكان كهذا.
فليس أمل يلوح في الأفق، وهو وضع ينبغي ألا يكبر الأطفال فيه.
وبناءً عليه، أثمن موقف جميع البلدان التي قررت استعادة مواطنيها الذين يقيمون هنا في المخيم. الأمهات والأطفال. لكن لا بد من بذل المزيد من الجهود بوتيرة أسرع.
00:02:44 --> 00:02:56
إن ضعف الاهتمام بالنزاع السوري ليس عذرًا لانصراف التركيز عن إعادة النساء والأطفال من المخيمات الموجودة في شمال شرقي سورية.
00:02:56 --> 00:03:19
أدت الآثار طويلة الأمد للأزمة إلى تدهور البنية التحتية الحيوية.
وعندما لا يجد ملايين السوريين خدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم، فلا مهرب لهم من السقوط في براثن الفقر واليأس.
00:03:19 --> 00:03:44
تبدأ الآن مرحلة جديدة تشهد بذل مزيد من الجهود لإعادة تأهيل الخدمات الاجتماعية الأساسية لفائدة السكان. حيث يتزايد اهتمام المجتمع الدولي بجهود إعادة التأهيل هذه، لأنها ترسي الأساس للمصالحة وإحلال السلام في المجتمع على المدى الطويل.
00:03:44 --> 00:04:18
مشاهد عامة للدمار في حلب (5 لقطات)
00:04:18 --> 00:04:29
بنية تحتية للمياه مدمرة، سورية (لقطتان)
00:04:29 --> 00:04:56
محطة معالجة المياه بالخفسة، تدعمها اللجنة الدولية، لقطات داخلية في حلب (4 لقطات)
00:04:56 --> 00:05:16
محطة معالجة المياه بالخفسة، تدعمها اللجنة الدولية، لقطات خارجية في حلب (3 لقطات)
00:05:16 --> 00:05:31
مشهد خارجي: التحسينات في حلب