تتفاقم آثار تغير المناخ في العراق وسورية واليمن من جراء عواقب النزاعات المسلحة. وتتأثر المجتمعات المحلية التي تعاني من الآثار المباشرة للنزاع بدرجة أشد من غيرها، وما تزال أكثر الفئات استضعافًا بعيدة كل البعد عن التكيف مع آثار تغير المناخ.
وصار مألوفًا في اليمن أن يفر الناس من ديارهم بحثًا عن الأمان من جحيم النزاع، ثم يضطرون إلى النزوح مرة أخرى لعدم صلاحية الأرض للزراعة. ومع اعتماد ثلاثة من كل أربعة يمنيين على الزراعة وتربية الماشية للبقاء على قيد الحياة، تدفع أزمة المناخ المجتمعات التي تعاني بالفعل من ويلات نزاع دائر منذ أكثر من ثماني سنوات إلى نقطة الانهيار. شهد المزارعون اليمنيون تدمير سبل عيشهم بسبب الجفاف الشديد والفيضانات المدمرة والنزاع الطاحن.
وقال ياسر، وهو من سكان أبين: "كان هذا السد الفارغ يروي أرضنا. ألحقت مواسم الجفاف المتتالية أضرارًا جسيمة بالمزارعين إذ اضطر العديد منهم إلى ترك الزراعة والبحث عن أعمال أخرى، لأن زراعة الأرض لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر".
ويؤثر التصحر على 39% من مساحة أراضي العراق، وفي السنوات الأخيرة، أدت عدة عوامل إلى تقويض استدامة القطاع الزراعي، من بينها عواقب النزاع وشح المياه وارتفاع درجات الحرارة على نحوٍ متزايد وتكرار مواسم الجفاف إلى جانب اشتداد العواصف الترابية. ونتيجة لهذا، تكافح المجتمعات التي تعيش في مناطق كانت معروفة بأنشطتها الزراعية من أجل البقاء.
يقول رياض، أحد سكان محافظة القادسية في جنوب العراق: "نعيش هنا منذ أجيالٍ. كانت هذه المناطق أهوارًا مليئة بالمياه والأراضي خصبة. اعتدنا الزراعة طوال العام. لكن اليوم باتت صحراء قاحلة".
ما يزال العمل المناخي ضعيفًا للغاية في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة. يمكن أن تضطلع الجهات الفاعلة الإنسانية بدورٍ كبير في تمكين البلدان والسكان المتضررين من تحمل الآثار المجتمعة للتدهور البيئي وتغير المناخ وتأثيرات النزاع على صحة الإنسان. ولتحقيق ذلك، هناك حاجة ملحة للاستثمار في برامج التكيف التي تلبي الاحتياجات عبر القطاعات.
في تقرير صادر للتو حمل عنوان "إنجاح التكيف: التصدي للآثار المضاعفة لتغير المناخ وتدهور البيئة والنزاعات في الشرق الأدنى والأوسط"، حددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) والصليب الأحمر النرويجي بعض الديناميات الرئيسية التي تؤثر على المجتمعات المستضعفة. ويحدد التقرير كذلك الفرص المتاحة والعوائق أمام دعم التكيُّف مع تغيُّر المناخ وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة في المنطقة. أُعِدّ التقرير بمساعدة تقنية من مركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمناخ (مركز المناخ).
رابط تقرير آثار تغير المناخ والنزاعات المسلحة في الشرق الأدنى والأوسط | اللجنة الدولية
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
جيسيكا موسان، (للغات العربية والإنجليزية والفرنسية) في دبي، البريد الإلكتروني: jmoussan@icrc.org ، الهاتف: +971 50 425 4091
قائمة المعلومات
قائمة اللقطات/تفريغ المقاطع الصوتية:
نص قائمة اللقطات:
00:00مقطع فيديو بي-رول: لقطة لحقولٍ زراعية جافة في قضاء المشخاب في النجف، بالعراق. رغم أنها في موسم الحصاد، تبدو جميع الحقول جافة ومهجورة
00:09 مقطع فيديو بي-رول: إياد، مزارع، يتجول في حقله الذي أصبح جافًا تمامًا الآن بسبب شح المياه.
00:26 مقطع فيديو بي-رول: العراق، جاموس هزيل في حقل فارغ. فقدت معظم العائلات في المشخاب ماشيتها بسبب ندرة المياه و/أو الأمراض الناجمة عن تلوث المياه. تكافح الماشية بحثًا عن الكلأ في الأراضي الجافة.
00:36 مقطع فيديو بي-رول: العراق، المشخاب. قناة مياه جافة
00:44 مقطع فيديو بي-رول: العراق، المشخاب. لقطات لحقول جافة. كلما ابتعدت عن مصدر النهر بدت الحقول أكثر جفافًا
1:00 مقطع صوتي 1: رياض الخزعلي أحد شيوخ العشائر، العراق
كانت المنطقة زراعية مليئة بالأهوار والخيرات. كانت زاخرة بالمحاصيل في فصلي الشتاء والصيف. الآن تدهورت الأراضي حيث انخفض إنتاجها من 100% إلى 20% فقط.
لقطة لقطعان أغنام تبحث عن الكلأ في حقلٍ جافٍ.
لقطات متعددة لحقولٍ جافة وقاحلة.
لقطات لحقول نخيل. يقول مزارعون إن تلك الحقول كانت غنية بأشجار النخيل وكانت تبدو وكأنها غابة. وقال مزارع إن زوجته كانت تخشى الذهاب إلى الحقل ليلًا بسبب الظلام الذي كان يغشاه.
1:58 مقطع صوتي 2: إياد محسن - مزارع، العراق:
كانت مياه الأنهار صالحة لزراعة المحاصيل وتربية الماشية. لكنها باتت الآن آسنة بعدما لوثتها مياه الصرف الصحي وأصبحت تحتوي على كميات ملوحة سامة. أجرت منظماتٍ تحليلًا لها وأكدت أنها لم تعد صالحة لشرب الحيوانات، الأمر الذي يضر بالماشية.
02:08 مقطع فيديو بي-رول: لحج، اليمن. لقطات متنوعة لحقول زراعية جافة وقاحلة.
2:31 مقطع فيديو بي-رول: لحج، اليمن. لقطات مصورة بطائرة مسيّرة لمناطق زراعية في لحج- اليمن.
4:16 مقطع فيديو بي-رول: لحج، اليمن. منازل مدمرة بسبب الأمطار في لحج.
4:58 مقطع صوتي 3: سيف صالح، الحوطة، لحج، اليمن
انا الآن في الـ 76 من عمري، ولم أشهد في حياتي ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الحد. الحرارة التي نشهدها اليوم مرتفعة جدًا.
نحن الآن في حالة حرب. ننتقل من مكان إلى آخر، والآن بعد 5 سنوات، عدت إلى منزلي الذي هجرته لكنه تضرر من هطول أمطار غزيرة، ومن الخطر أن أعيش فيه وهو على تلك الحال. دُمِّرت منازل العديد من أهالي منطقة الحوطة.
5:23 مقطع فيديو بي-رول: ذمار، اليمن. لقطات فيديو في قرية الخربة في مديرية جهران بذمار تظهر بها حقول زراعية مغمورة بمياه الأمطار ومحاصيل تالفة.
5:30 مقطع فيديو بي-رول: ذمار، اليمن. منازل قرويين وأراضيهم بعدما دمرتها الفيضانات.
6:00 مقطع صوتي 4: أحمد عيضة، قرية الخربة، ذمار، اليمن
لم أعرف في حياتي مثل هذه الفيضانات والسيول. أنا رجل مسن، ولم يسبق أن اجتاحت هذه المنطقة فيضانات. اجتاحت المنطقة فيضانات عارمة.
6:10 مقطع فيديو بي-رول: أبين، اليمن. لقطات متنوعة لـ "سد وجر" المعروف في أبين، بعد أن جفت مياهه تمامًا لأول مرة خلال عقود.
6:33 مقطع صوتي 5: ياسر صالح، أبين، اليمن
كانت هذه المنطقة تستفيد بشكل كبير من السدود المائية وخاصة هذا السد الذي اشتهر في محافظة أبين وكان يمتلئ بالمياه طوال العام وكان أبعد ما يكون عن الجفاف.
لكن شهدنا في هذا العام تصحرًا وجفافًا، ما ألحق أزمات كبيرة بالمزارعين اضطرتهم إلى ترك الزراعة والتماس الرزق في مناطق أخرى.
7:10 مقطع فيديو بي-رول: لقطاتٍ لأرض زراعية تبدو عليها آثار التصحر في مأرب.