العراقيون يبنون حياتهم من جديد رغم ارتفاع وتيرة العنف
شهد العراق على مدار الأشهر الثمانية الماضية ارتفاع العنف بوتيرة ثابتة مما أثار مخاوف العودة إلى مرحلة النزاعات. ولقي أكثر من 7000 شخص مصرعهم منذ بداية العام من جراء سلسلة من تفجيرات السيارات والهجمات الانتحارية ضد المساجد والأسواق وأماكن أخرى.
وعاد ذلك بالضرر على العراقيين الذين يناضلون لبناء حياتهم من جديد، وكذلك المجتمعات المحلية التي دمرتها عقود من العنف.
فلنأخذ مثلاً قصة فوزية إبراهيم، وهي أرملة لديها خمسة أطفال، تعيش في قرية في حي المدائن خارج بغداد، حيث لقي زوجها حتفه بسبب أعمال العنف في عام 2006 أثناء تواجده خارج المنزل في إحدى الليالي، ولم تره عائلته مرة أخرى بعدها. تقول فوزية: "لقد أُجبرنا على الرحيل دون أن نأخذ أي من أغراضنا".
وعادت فوزية بعد ثلاث سنوات دون أي سبل لكسب العيش، ولم تتمكن من إلحاق أطفالها بالمدرسة. ولعب أحد قادة المجتمعات المحلية دورًا في لفت أنظار اللجنة الدولية إليها ومن ثم ساعدتها المنظمة من خلال توفير نظام أساسي للري ومولد، وتمكنت فوزية من تحويل قطعة الأرض الصغيرة التي تزرع فيها الخضراوات إلى مشروع أكثر ربحية. ومكنها النظام من ري أرضها طوال العام وبالتالي تتحمل ثمار الطماطم حرارة الصيف وجفاف الشتاء. ويستطيع أطفالها الآن الالتحاق بالمدرسة ورسم مستقبلهم.
"إنه برنامج ناجح والحمد لله، فلم يكن لدي أي أموال ولكنه الآن مصدر دخلي".
وقد صُمم هذا المشروع بحيث تثمر نتائجه خلال ستة أشهر. تمكنت فوزية من شراء بقرة بفضل الأرباح التي حققتها، ونقلت خبرتها إلى سكان المجتمع المحلي. وتهدد عودة العنف الاستقرار الذي ناضلت هي وعائلتها من أجله. "أخاف بالطبع من الانفجارات. وعندما أسمع دوي النيران، أصاب بالفزع وأهرع لإحضار أطفالي من المدرسة إلى المنزل".
يقول حيدر إبراهيم، المسؤول الميداني باللجنة الدولية، إن المشروع غير حياة فوزية وأمّن وضعها المادي رغم الظروف الصعبة المحيطة بها.
"المشروع له أهمية كبيرة بالنسبة لفوزية. فقد استطاعت شراء بقرة بعد أن كانت في فقر مدقع. ويقدر السكان هنا في الريف قيمة الماشية ولهذا كان شراء البقرة إنجازًا كبيرًا. ومن خلال الاستثمار الصغير، نستطيع أن نولد دخلاً كبيرًا".
تقدم اللجنة الدولية المساعدات في أعقاب النزاع للفئات الأكثر ضعفًا، وفي أغلب الأحوال للأرامل اللاتي أصبحن مسؤولات بعد وفاة أزواجهن عن توفير الغذاء والمأوى والملبس والتعليم لعائلاتهن الكبيرة بأقل الإمكانيات.
هدى موتشر ناجي ليست استثناء فهي أيضًا أرملة وأم لثلاثة أطفال، فقدت زوجها أثناء أعمال العنف التي امتدت من 2006 إلى 2008 وقد خرجت من حالة يأس شديد كما جاء على لسانها.
تقول هدى: " عانيت كثيرًا عندما استشهد زوجي. وتعين علىّ أن أتخذ القرار فلم يساعدني أحد. وكانت موارد عائلتي محدودة. وفكرت بالتالي في تحسين أوضاعي وبدأت العمل من المنزل".
بدأت هدى مشروعًا تجاريًا داخل منزلها في مجال تصفيف الشعر والتجميل واحترفت المهنة وتعلمت بالممارسة. ومنحتها اللجنة الدولية نحو 1300 دولار ساعدتها في شراء المعدات في إطار برنامج دعم المشروعات الصغيرة.
"كنت خائفة في البداية، ولكن اكتشفت قوتي بعد ذلك. يسير المشروع جيدًا الحمد لله وأستطيع تلبية جميع احتياجات الأسرة".
حقق المشروع التجاري نجاحًا كبيرًا. وتطالع هي وشريكتها مجلات الموضة باستمرار لتقديم شيء جديد للعملاء وتلتقيان بمستشاري اللجنة الدولية بانتظام لمناقشة خطط الأعمال. وتفتخر هدى بما حققته بنفسها وبالدعم الذي قدمته لعائلتها وتقول: "لقد تمكنت من تزويج بناتي. ويتلقى ابني دروسًا خصوصية وأستطيع تحمل جميع نفقات الأسرة".
هذا دليل على روح الصمود والتحدي والإصرار على تحقيق مستقبل أفضل. وإذا أضفنا إلى تلك الصفات بعض الدعم الخارجي النوعي المتواضع فيمكن أن تحدث نقلة في حياة سكان المناطق التي مزقتها النزاعات.
ويعبر السيد "باتريك يوسف"، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد، عن ذلك بقوله:
"اللجنة الدولية قريبة للغاية من المجتمعات المحلية. ونحن نوائم موقفنا مع السكان الذين يعيشون في ظل انعدام الأمن، والمحتاجين الذين يأملون أن تساعدهم اللجنة الدولية عندما يحتاجون للشعور بالأمان داخل بلدهم. وإذا لم نقم بذلك نكون قد خذلناهم".
حقائق وأرقام
- استفاد أكثر من 50000 شخص، من بينهم أكثر من 1500 امرأة معيلة، من مشاريع دعم سبل كسب العيش والمبادرات الاقتصادية الصغيرة التي نفذتها اللجنة الدولية في العراق على مدار عام 2013.
- تعمل اللجنة الدولية في العراق منذ عام 1980 وتتصدي لتبعات العنف والنزاع. وتركز اللجنة الدولية على: مساعدة المزارعين الفقراء على زيادة إنتاجهم، وتقديم المساعدات المخصصة للطوارئ للنازحين داخل بلدانهم، وتقديم منح اقتصادية للنساء المعيلات الضعيفات والأشخاص ذوي الإعاقة تساعدهم على بدء مشاريع تجارية صغيرة.
الموقع: لقطات متنوعة، العراققائمة اللقطات المصورة
مدة الفيلم: :469
النسق: Mpeg2 / 16:9 anamorphic / SD
التصوير: Paul Anderson
إنتاج: Pawel Krzysiek, Paul Anderson & Nicola Fell
مونتاج: Nicola Fell
الصوت: متاح باللغتين العربية والإنجليزية
مرجع اللجنة الدولية: AV135N Iraq
تاريخ الإنتاج: 5 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 9 كانون الأول/ديسمبر 2013
حقوق الطباعة والنشر: محفوظة للجنة الدولية للصليب الأحمر، مجانًا
00’00 مشاهد عامة لشوارع بغداد تظهر الشوارع وازدحام الطرق وأشخاص يسيرون، وحطام
00’14 لقطة عن قرب لسيدة تشحذ، ولقطة عن قرب ليدها
00’20 لقطة عن بعد لنفس المرأة وهي تشحذ، وتُظهر الشارع
00’25 لقطة عن بعد لمسجد في وسط بغداد
00’32 لقطة عن قرب لأحد الأسواق وتظهر فيها طفلة بجوار البضائع
00’38 لقطة عن بعد لمشهد سوق تُظهر التجار وأشخاص يسيرون
00’43 لقطة عن قرب لرجل عجوز يقرأ الجريدة خارج المسجد
00’47 لقطة خارجية تُظهر سيارة بجوار جدار كبير على شكل حرف T في بغداد
00’50 لقطات متتابعة من داخل سيارة تظهر جزءًا من الجدار، والهياكل الخرسانية المضادة للانفجار التي تنتشر في بغداد، لا سيما حول الأسواق الأجنبية والمباني الحكومية
00’56 لقطة خارجية عن بعد تُظهر منزل فوزية إبراهيم في قريتها "القباشير"، في حي المدائن خارج بغداد
01’01 فوزية إبراهيم تنشر الملابس خارج المنزل
01’09 لقطة تظهر فوزية وهي تدخل المطبخ وتقوم بإعداد الشاي على الموقد
01’30 صوت فوزية إبراهيم، أرملة، تعيش في قرية القباشير، حي المدائن ببغداد (تتحدث باللغة العربية)
"خرج زوجي ليلاً أثناء الأحداث (النزاع في الفترة من 2006 حتى 2008) لقضاء بعض الحاجيات. ولم نسمع أي أخبار عنه منذ ذلك الحين. كان هاتفه مغلقًا ولم نستطع حتى العثور على الهاتف". (تمسح دموعها).
01’46 "عندما نشبت الحرب الطائفية في العراق، أُجبرنا على الرحيل. ذهبنا إلى محافظة واسط ولم يكن معنا أي أغراض".
01’51 لقطات عن قرب تُظهر فوزية وهي تغسل الأطباق، وتفاصيل المطبخ رث الحال.
02’11 لقطة عن بعد تُظهر فوزية إبراهيم أثناء إعداد الشاي داخل المطبخ.
02’16 لقطات خارجية متنوعة تُظهر فوزية إبراهيم مع ابنها الصغير وهي تغرس شتلات الطماطم وتشمل 02’57 لقطات عن قرب لنظام الري الأساسي بالتنقيط الذي وفرته لها اللجنة الدولية.
02'59 صوت فوزية إبراهيم، أرملة، تعيش في قرية القباشير، حي المدائن ببغداد (تتحدث باللغة العربية)
"البرنامج ناجح والحمد لله. فلم يكن لدي أي أموال ولكنه أصبح مصدر دخلي".
03’07 لقطات عن بعد لفوزية وهي تعمل في الأرض. 03’21 تظهر وهي تشغل المولد.
03’30 لقطات متنوعة لفوزية مع حيدر إبراهيم، المسؤول الميداني للأمن الاقتصادي باللجنة الدولية، وأبو خلدون، أحد القادة المحليين لمجلس "اليقظة".
03'55 صوت فوزية إبراهيم، أرملة، تعيش في قرية القباشير، حي المدائن ببغداد (تتحدث باللغة العربية)
"بالطبع نحن خائفون. الوضع الآن أهدأ ولكننا لا نزال خائفين. أخاف من الانفجارات. عندما أسمع دوي النيران، أصاب بالفزع وأهرع لإحضار أطفالي من المدرسة إلى المنزل".
04’15 لقطات متنوعة لفوزية مع البقرة التي تمكنت من شرائها بفضل أرباح قطعة الأرض.
04’25 صوت حيدر إبراهيم، المسؤول الميداني للأمن الاقتصادي باللجنة الدولية، قسم الأمن الاقتصادي (يتحدث باللغة العربية)
أثر المشروع بشكل كبير في سبل عيشها وزاد دخلها وحسَّن ظروفها المعيشية. والمشروع له أهمية كبيرة بالنسبة لها. لقد بدأت تقريبًا من لا شيء وتمكنت الآن من شراء بقرة، وهذا إنجاز كبير. يعرف السكان في هذه المنطقة الريفية قيمة الماشية، وهى تشعر أنها قامت بإنجاز كبير بشراء البقرة. ونستطيع من خلال استثمار صغير أن نحقق دخلاً كبيرًا".
05'01 لقطات متنوعة لبغداد والسكان في السوق
05'33 لقطة خارجية لابن هدى وهو يدخل المنزل
05'37 لقطات متنوعة عن بعد ومتوسطة وعن قرب تُظهر هدى موتشر ناجي (الثالثة من اليسار وترتدي غطاء رأس أسود) المستفيدة من المبادرة الاقتصادية الصغيرة تتحدث هي وشريكتها في المشروع التجاري (الجالسة إلى يمينها وترتدي غطاء رأس ملون) مع آلاء مصطفى عبد الرحمن، المسؤولة الميدانية لبرنامج الأمن الاقتصادي (الرابعة من اليسار وترتدي غطاء رأس بيج).
06’19 لقطة اعتراضية لصورة زوج هدى
06’31 صوت هدى موتشر ناجي، أرملة، بغداد (تتحدث بالعربية)
" عانيت كثيرًا في حياتي عندما استشهد زوجي، وكان يتعين عليّ أن أتخذ القرار. كنت أعاني كثيرًا ولم يساعدني أحد وكانت موارد عائلتي محدودة. وبالتالي فكرت في تنمية قدراتي وبدأت العمل داخل المنزل في مجال تصفيف شعر السيدات"
07'00 هدى تستعد لقص شعر سيدة داخل الصالون
تفاصيل متنوعة عن قرب للعملية. لقطة اعتراضية لصورة زفاف ابنتها التي زينتها بنفسها. الشعر المقصوص يتساقط على الأرضية.
07’41 صوت هدى موتشر ناجي، أرملة، بغداد (تتحدث بالعربية)
"كنت خائفة في البداية، وقلت لنفسي فلأبدأ خطوة بخطوة. وبدأت أستعيد قوتي. يسير العمل بالصالون بشكل جيد الحمد لله. جددت المنزل والصالون وابتعت المزيد من الأغراض. وتمكنت من تزويج بناتي دون مساعدة من أحد. ويتلقى ابني دروس خصوصية الآن. وأستطيع تحمل جميع نفقات الأسرة."
08'12 لقطات متنوعة متوسطة وعن قرب لهدى وشريكتها في المشروع وديان سعود وهما تقلبان صفحات مجلة عن الموضة تستوحيان منها الكثير من الأفكار.
08’48 صوت هدى موتشر ناجي، أرملة، بغداد (تتحدث بالعربية)
يسير العمل بالصالون بشكل جيد الحمد لله. جددت المنزل والصالون وابتعت المزيد من الأغراض. وتمكنت من تزويج بناتي دون مساعدة من أحد. ويتلقى ابني دروس خصوصية الآن. وأستطيع تحمل جميع نفقات الأسرة والغذاء والملابس.
09’16 لقطات متنوعة داخل صالون هدى بينما تستعد لعمل اليوم، وتظهر أيضًا تفاصيل المنتجات بالداخل.
09'29 صوت السيد "باتريك يوسف"، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد (يتحدث بالإنجليزية)
"أعتقد أن اللجنة الدولية قريبة للغاية من المجتمعات المحلية. ونحن نوائم موقفنا مع السكان الذين يعيشون في ظل انعدام الأمن، والمحتاجين الذين يأملون أن تساعدهم اللجنة الدولية عندما يحتاجون للشعور بالأمان داخل بلدهم. وإذا لم نقم بذلك نكون قد خذلناهم".
9:46 النهاية