جنوب السودان: النازحون بسبب النزاع، ومواجهة الجوع
تقرير
فرّ ما يزيد عن مليوني شخص من منازلهم في جنوب السودان بسبب النزاع الدائر. وقدم الكثير من الناس، مثل السيدة "نياثون بور"، إلى "كولاباتش"، وهي قرية صغيرة من قرى ولاية جونقلي الواقعة في الجزء الشمالي من البلد. وفر معظم هؤلاء الأشخاص وهم لا يحملون سوى الملابس التي يرتدونها. ويعاني الجميع هنا من الجوع.
وتقول السيدة "نياثون": "قدمت العام الماضي حينما اندلع القتال في ملكال. لقد جرى تشريدنا". وتضيف قائلة: "نحن نعيش في الأدغال، ونقيم تحت هذه الشجرة، وليس لدينا بيت. ولا نملك أي شيء".
وقدمت السيدة "نياثون" إلى "كولاباتش" مع أبنائها وأحفادها، وهم يعتمدون حالياً، مثلهم في ذلك مثل آلاف الأشخاص الآخرين، على المساعدات الغذائية التي تقدم لهم. ولم تنتج الأرض في "كولاباتش" هذا العام ما يكفي لإطعام الجميع. ولن يحين موعد موسم الحصاد القادم، بغض النظر عن حجم مردوده، إلاّ بعد أشهر. وقد نفدت جميع الإمدادات الغذائية تقريباً. وشرعت اللجنة الدولية، سعياً منها لسد "فجوة الجوع"، في توزيع المواد الغذائية على 000 24 شخص.
وتوضح مندوبة اللجنة الدولية، السيدة "ميسيريت منجستو" الوضع فتقول: "لقد خلصنا إلى أن المحصول سيكون هزيلاً هذا الموسم". ويضيف قائلاً: "ونتيجة لذلك، فنحن نتوقع أن تحل فترة فجوة الجوع في وقت مبكر، وسوف يكون هناك نقص في المواد الغذائية المتاحة للنازحين وكذلك للمجتمع المحلي المضيف. وتردف السيدة "منغستو" قائلة: "لا يوجد أي مرفق صحي ولا مياه شرب مأمونة، وهذه هي التحديات الرئيسية التي يواجهها هذا المجتمع المحلي".
وبالنظر إلى اتساع رقعة هذه المنطقة وانعدام الأمن فيها في بعض الأحيان، فلا بد من استخدام الإنزال الجوي لإيصال المواد الغذائية التي تقدمها اللجنة الدولية. ويُعدّ هذا الإنزال طريقة صعبة وغير فعالة، في الكثير من الأحيان، لتوزيع الإمدادات: وتصف وكالات المعونة عمليات الإنزال الجوي، في بعض الأحيان، بالتدبير الذي يُلجأ إليه كملاذ أخير. وتشكل هذه العمليات في "كولاباتش" وسيلة منقذة للحياة.
ويتعين جمع المواد الغذائية، بعد إنزالها، وإيصالها إلى الأشخاص المحتاجين إليها. وتولي السيدة "نياثون"، المصحوبة بأربع بنات وخمسة أحفاد، انتباها كبيراً لمقدار ما تطهوه الطعام. وعليها أن تتحقق من أن الطعام الذي لديها يكفي لأطول فترة ممكنة، وتتأكد من حصول كل فرد على ما يسد رمقه.
وتقول السيد "نياثون" بعد الانتهاء من تناول إحدى الوجبات: "لا يزال أطفالي جائعين بالفعل". وتضيف قائلة: "ولكنني لا أقوم سوى بحمايتهم. فإذا طبخت جميع ما لدي من طعام مرة واحدة، فلن يبقى لهم ما يأكلونه غداً".
ولكن السيدة "ناثيون" تتميز بقدرة كبيرة من المرونة، فهي تسعى أيضاً، من أجل إطعام أسرتها، إلى أن تعمل، حيث إنها تجمع الحطب وتبيعه في السوق المحلية. وهي تدرك أكثر من أي كان المخاطر التي تترتب على نقص الغذاء.
وتقول السيدة "ناثيون": "حينما لا يكون لديك طعام، فإنك ستذهب إلى الأدغال وتقطع الأشجار، وتحمل الحطب فوق رأسك، وسوف تعاني من التعب، فهذا العمل مرهق". وتضيف قائلة: "وإذا لم تفعل ذلك، فإن أطفالك قد يموتون من الجوع".
ولا يمكن أن يشكل توزيع المواد الغذائية على هذا النحو حلاً على المدى البعيد. ويتمثل الهدف الحقيقي في إنقاذ الأرواح الآن، بحيث يمكن لأفراد هذه الأسر أن يعودوا، في الوقت المناسب، إلى ديارهم موفوري القوة والصحة، ويكونوا على استعداد لبدء حياتهم من جديد.
وتقول السيدة "ميسيريت منجستو": "تمتلك اللجنة الدولية رؤية تتعلق بهذا المجتمع المحلي". وتضيف قائلة: "وترمي إلى استقرار أفراد هذا المجتمع وإلى عودة النازحين إلى ديارهم وشروعهم في تأمين سُبُل عيش مستدامة في المستقبل".
وتشكل هذه الغاية، بطبيعة الحال، هدفاً مشتركاً ينشده الجميع، بمن فيهم السيدة "نياثون" وأسرتها. ويُحتفى بتوزيع المواد الغذائية في "كولاباتش"، غير أن رغبة النازحين الرئيسية تتمثل في العودة إلى ديارهم.
وتقول السيدة "ناثيون": "سنبقى هنا لفترة قصيرة من الوقت". وتضيف قائلة: "وحينما نتأكد أن منازلنا أصبحت آمنة، وأن الأمور تسير على ما يرام، فسوف نعود إليها".
ولا يعلم أي كان إلى متى ستستمر حالة انعدام الأمن في جنوب السودان، أو متى ستكون الأمور "على يرام" مرة أخرى في ديار النازحين. ولكن النازحين في "كولاباتش" يحصلون، على الأقل، على المواد الغذائية. وتساعد هذه العملية النازحين على أن يظلوا أقوياء ويحافظوا على خططهم وآمالهم بالعودة إلى ديارهم أحياء.
المعلومات التقنية:
مكان التصوير: "كولاباتش"، ولاية جونقلي بجنوب السودان
المدة: 5:40
الصيغة: HD H264 mov
الإنتاج: Nicola Fellو Yamila Castro
التصوير: Joseph Ndungu
مرجع اللجنة الدولية: AV389N
التاريخ: كانون الأول/ديسمبر 2015
الحقوق: اللجنة الدولية - إتاحة للعموم
00:00-00:10 وجوه صورت أثناء توزيع المواد الغذائية، تحريك المشاهد
00:10-00:19 المزيد من الوجوه، وبشكل خاص وجه السيدة "نياثون"
00:20-00:24 نساء جالسات وفي وسطهن طفل رضيع
00:25-00:28 صورة مقرّبة للرضيع
00:29-00:43 صوت السيدة "نياثون بور": "قدمت العام الماضي حينما اندلع القتال في ملكال. لقد جرى تشريدنا. (إصدار داخلي 00:38) نحن نعيش في الأدغال، ونقيم تحت هذه الشجرة، وليس لدينا بيت. ولا نملك أي شيء".
00:44-00:48 السيدة "ناثيون" تنتظر أمام نقطة توزيع المواد الغذائية
00:49-00:57 تحريك مشاهد خلال الجموع أمام نقطة توزيع المواد الغذائية
00:57-01:01 صورة مقرّبة ليد السيدة "نياثون" وهي تحمل بطاقة اللجنة الدولية لتوزيع المواد الغذائية
01:02-01:05 لقطة عريضة للمحصول الهزيل
01:05-01:11 لقطة متوسطة تركز على المحصول الهزيل
01:12-01:17 الجموع والسيدة "ميسيريت منجستو" أمام نقطة توزيع المواد الغذائية
01:18-01:43 صوت السيدة "ميسيريت منجستو": "لقد خلصنا إلى أن المحصول سيكون هزيلاً هذا الموسم. ونتيجة لذلك، فنحن نتوقع أن تحل فترة فجوة الجوع في وقت مبكر، وسوف يكون هناك نقص في المواد الغذائية المتاحة للنازحين وكذلك للمجتمع المحلي المضيف. (إصدار داخلي 01:33) لا يوجد أي مرفق صحي ولا مياه شرب مأمونة، وهذه هي التحديات الرئيسية التي يواجهها هذا المجتمع المحلي".
01:44-01:47 مراقب أرضي لعملية الإنزال الجوي
01:48-01:55 طائرة اللجنة الدولية تنزل المواد الغذائية، وهي تتجه نحو الأسفل لدى إنزال المواد الغذائية
01:56-01:59 إنزال المواد الغذائية
02:00-02:13 طائرة اللجنة الدولية تنزل المواد الغذائية مرة أخرى، وإنزال المواد الغذائية
02:14-02:25 أحد عمال الصليب الأحمر والسيدة "نياثون" يلتقطان المواد الغذائية
02:25-02:33 نساء يسرن وفوق رؤوسهن أكياس المواد الغذائية التي قدمتها اللجنة الدولية
02:34-02:40 نساء يحملن أكياس المواد الغذائية ويسرن أمام الماشية
02:41-02:48 السيدة "نياثون" تحضر الطعام
02:49-02:54 صورة مقرّبة للسيدة "نياثون" وهي تضع الحبوب في القدر
02:55-03:01 السيدة "نياثون" وأفراد أسرتها وهم يتناولون الطعام
03:02-03:05 صورة مقرّبة لطفل صغير وهو يتناول الطعام
03:06-03:11 لقطة متوسطة للأسرة، ويظهر إناء الطعام وهو فارغ
03:12-03:25 صوت السيدة "نياثون بور": "لا يزال أطفالي جائعين بالفعل، ولكنني لا أقوم سوى بحمايتهم. فإذا طبخت جميع ما لدي من طعام مرة واحدة، فلن يبقى لهم ما يأكلونه غداً".
03:26-03:29 السيدة "نياثون" تسير وهي تحمل الحطب فوق رأسها
03:30-03:34 السيدة "نياثون" مع حطبها في السوق
03:35-03:38 السيدة "نياثون" تضع الحطب
03:39-03:42 لقطة عريضة للسوق
03:43-03:47 السيدة "نياثون" مع آخر حزمة حطب بقيت لديها
03:48-04:04 صوت السيدة "نياثون بور": "حينما لا يكون لديك طعام، فإنك ستذهب إلى الأدغال وتقطع الأشجار، وتحمل الحطب فوق رأسك، وسوف تعاني من التعب، فهذا العمل مرهق. // (إصدار داخلي 03:55) وإذا لم تفعل ذلك، فإن أطفالك قد يموتون من الجوع".
04:05-04:11 نقل أكياس المواد الغذائية في الشمس الحارقة
04:11-04:15 عمال الصليب الأحمر وهم يحملون أكياس المواد الغذائية
04:15-04:19 لقطة عريضة لأشخاص أمام نقطة توزيع المواد الغذائية
04:19-04:26 السيدة "ميسيريت منجستو" وهي تحصي عدد الأشخاص الذين ينتظرون الحصول على المواد الغذائية
04:26-04:42 صوت مبعوثة اللجنة الدولية، السيدة "ميسيريت منجستو": "تمتلك اللجنة الدولية رؤية تتعلق بهذا المجتمع المحلي. وهي ترمي إلى استقرار أفراد هذا المجتمع وإلى عودة النازحين إلى ديارهم وشروعهم في تأمين سُبُل عيش مستدامة في المستقبل".
04:43-04:52 تحريك لقطات متوسطة حول أشخاص ينتظرون الحصول على المواد الغذائية
04:56-05:03 السيدة "نياثون" وهي تتناول الطعام
05:03-05:05 صورة مقرّبة لأحد الصبيان
05:06-05:10 أفراد الأسرة يتحلقون لتناول الطعام
05:11-05:19 صوت السيدة "نياثون بور": "سنبقى هنا لفترة قصيرة من الوقت. وحينما نتأكد أن منازلنا قد أصبحت آمنة، وأن الأمور تسير على ما يرام، فسوف نعود إليها".
05:20-05:26 امرأة وصبي على متن زورق ذي مجاذيف وهما يجوبان النهر
05:27-05:33 مجموعة كبيرة من الزوارق ذات المجاذيف على النهر
05:33-05:40 غروب الشمس مع زوارق ذات مجاذيف