معركة استعادة الموصل تلحق دمارًا هائلًا بسبل الحياة اليومية : العراق
القصة
بات القتال الدائر في الموصل طويلًا ومريرًا، فلم يعد هناك أي خيار أمام المدنيين الآن سوى الفرار. فقد تحولت شوارع المدينة إلى ساحة للمعركة، وأصبحت البيوت والمتاجر والمدارس والعيادات في الأحياء على خط النار. وصارت الحياة الطبيعية مستحيلة بسبب عملية استعادة الموصل. كان من الصعب على فتحي ياسين اتخاذ قراره باصطحاب عائلته وترك المدينة إلا بعد أن أصبح البقاء على قيد الحياة هو الأولوية الوحيدة في نهاية المطاف.
يقول فتحي: "لقد كان من المستحيل البقاء في المدينة مدة أطول، في ظل وجود السيارات المفخخة وقصف البيوت التي كانت تنهار على رؤوس قاطنيها. فقد شاهدنا أثناء خروجنا من المدينة أفراد إحدى الأسر قتلى في الشارع، بينما كانت القنابل تسقط من طائرة بدون طيار على أناس آخرين أثناء خروجهم، لقد كانت تستهدف المدنيين أثناء فرارهم".
لقد تركت عائلات عديدة كل شيء خلفها أثناء الفرار، في رحلة أشاعت الرعب في نفوس الجميع أثناء الخروج من مدينة كانت في يوم ما هي السكن والملاذ لنحو مليوني شخص. وبحسب رواية حصة محسن، فعلى الرغم من نجاحها في الفرار من القصف مع عائلتها، لم تكن لتمكث في الموصل بسبب نقص الغذاء.
تقول حصة: "لم يكن أمامنا سوى النجاة بأنفسنا أمام قصف الطائرات وانفجار القنابل. فقد فر العديد من العائلات، لكن نقص الغذاء كان السبب وراء فرار معظمنا، ظنًا منَّا أن الجوع سيقضي علينا بعد أن غاب عن منازلنا الطعام. وحتى قبل بداية عمليات القصف، كانت الأسواق خاوية لثلاثة أيام".
ومن جانبها، تبذل الوكالات الإنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل ما يمكن لدعم الفارين. فبعيدًا عن القتال، أقيمت المخيمات وتزايد حجم المساعدات بشكل ضخم استعدادًا لمواجهة أزمة إنسانية كان الجميع يعلم أنها آتية بلا شك. إلا أنه لم يكن من السهل، لا سيما بالنسبة للصغار، تحمل ضراوة الفوضى التي حدثت في حياتهم.
الطفل خالد جمال الذي لم يتجاوز عمره عشر سنوات، مر بالفعل بأشياء لم يكن لأحد أن يمر بها، ناهيك عن طفل في مثل عمره.
"سقطت قذيفة هاون في فناء منزلنا، أما الأخرى فقد سقطت فوق منزل جيراننا وأصابت جارنا وولده".
وقدمت اللجنة الدولية المواد الغذائية والمساعدات العاجلة إلى173,000 شخص، من بينهم نازحون داخليًا من الموصل وعائدون وأفراد من المجتمعات المضيفة في محافظة نينوى. وبرغم الأهمية الأساسية للغذاء والسلامة، إلا أنهما لا يعوضان قط العيش بصورة طبيعية. وبالنسبة لكبار السن خصوصًا، ومن بينهم علي ذنون أحمد، لا شيء يضاهي العودة إلى المنزل واستئناف حياته.
يقول علي: "لا نريد سوى العودة إلى منازلنا، واستئناف عملنا وكسب قوت يومنا. نريد العيش وسط عائلاتنا والعمل في حقولنا. نريد العودة إلى القرية".
بيد أنه لا أحد يعلم متى ستكون العودة. وانتظارًا لذلك، يتكيف الأطفال مع الوضع ويجدون طرقًا للعب حتى في ظل هذه الظروف العصيبة، بل ويحلمون بمستقبل غاية في الاختلاف.
ويقول خالد جمال: "أريد العودة لمنزلي وإنهاء دراستي وأن أصبح طبيبًا، هذه أمنيتي". يكرر مرة أخرى نفس الإجابة عند السؤال. "أحلم بأن أصبح طبيبًا".
ينبغي أن يتمكن الأطفال مثل خالد من تحقيق أحلامهم. فالمساعدات الإنسانية مثل الطعام والدواء والمأوى ستسمح لخالد بمواصلة حلم لن يتحول إلى حقيقة إلا عندما تصمت المدافع.
يمكنكم تحميل اللقطات التليفزيونية من موقع الأخبار بالفيديو الخاص باللجنة الدولية على العنوان التالي:
للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال:
السيدة سارة الزوقري، إربيل، العراق، هاتف: +964 790 191 6927
السيدة " Iolanda Jaquemet"، جنيف، هاتف: +41 794 47 3726
أو متابعة أخبار اللجنة الدولية على صفحتي "فيسبوك" و"تويتر facebook.com/ICRC :" و twitter.com/icrc_ar
قائمة اللقطات
المكان: الموصل والمناطق المحيطة، العراق
المدة: 4’47 دقيقة
النسق: HD H264 mp4
مرجع اللجنة الدولية: AV614N
تاريخ التصوير: آذار/ مارس 2016
حقوق الملكية: اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مجانًا
0:00 – 0:08 انفجار بسبب قصف بالمدفعية، ضواحي الموصل
0:08 – 0:16 إطلاق النار في الشوارع، ضواحي الموصل
0:16 – 0:23 طائرة بدون طيار تحلق في السماء، ضواحي الموصل
0:23 – 0:31 حطام وحرائق في الشوارع، ضواحي الموصل
0:31 - 0:56 صوت (باللغة العربية) فتحي ياسين، مخيم الحاج علي: "لقد كان من المستحيل البقاء في المدينة مدة أطول، في ظل وجود السيارات المفخخة وقصف البيوت التي كانت تنهار على رؤوس قاطنيها. فقد شاهدنا أثناء خروجنا من المدينة أفراد إحدى الأسر قتلى في الشارع، بينما كانت القنابل تسقط من طائرة بدون طيار على أناس آخرين أثناء خروجهم، لقد كانت تستهدف المدنيين أثناء فرارهم".
0:56 – 1:02 رجلان يحملان امرأة مسنة عبر الشوارع، ضواحي الموصل
1:02– 1:09 رجل يدفع كرسيًا متحركًا تجلس عليه امرأة، ضواحي الموصل
1:09 – 1:25 جموع تفر في الشوارع، ورجل يحمل رجلاً آخر، ضواحي الموصل
1:25 – 1:37 لقطة عريضة لأناس مصطفون يعبرون الصحراء سيرًا على الأقدام
1:37 – 2:06 صوت حصة محسن (باللغة العربية)، مخيم الحاج علي: "لم يكن أمامنا سوى النجاة بأنفسنا أمام قصف الطائرات وانفجار القنابل. فقد فر العديد من العائلات، لكن نقص الغذاء كان السبب وراء فرار معظمنا، ظنًا منَّا أن الجوع سيقضي علينا بعد أن غاب عن منازلنا الطعام. وحتى قبل بداية عمليات القصف، كانت الأسواق خاوية لثلاثة أيام".
2:06 – 2:13 صناديق مساعدات اللجنة الدولية، جموع في الخلفية، قرية السلامية
2:13 – 2:20 إمدادات بعد تفريغها من شاحنة، قرية السلامية
2:20 – 2:23 جمع بانتظار الإمدادات
2:23 – 2:26 جموع تقترب عبر الصحراء
2:26 – 2:45 نساء وأطفال ينزلون من شاحنة نقل صغيرة
2:45 – 2:49 أطفال في المخيم
2:49 – 3:02 صوت خالد جمال (باللغة العربية)، قرية السلامية: "سقطت قذيفة هاون في فناء منزلنا، أما الأخرى فقد سقطت فوق منزل جيراننا وأصابت جارنا وولده".
3:02 – 3:12 لقطة عريضة لمخيم الحاج علي
3:12 – 3:17 لقطة عن قرب ليدين
3:17 – 3:21 رجال ينتظرون، مخيم الحاج علي
3:21 – 3:24 رجل يحمل طرد مساعدات، قرية السلامية
3:24 – 3:29 امرأة مسنة تجلس أرضًا، قرية السلامية
3:29 – 3:33 امرأة ومعها ولد صغير وطرود المساعدات، قرية السلامية
3:33 – 4:00 صوت علي ذنون أحمد (باللغة العربية)، قرية السلامية: "لا نريد سوى العودة إلى منازلنا، واستئناف عملنا وكسب قوت يومنا. نريد العيش وسط عائلاتنا والعمل في حقولنا. نريد العودة إلى القرية".
3:55 – 3:59 فتاة صغيرة، قرية السلامية
3:59 – 4:05 لقطة متوسطة لأطفال يلهون، قرية السلامية
4:05 – 4:09 لقطة متوسطة واسعة لأطفال يلهون، قرية السلامية
4:09 – 4:31 صوت خالد جمال (باللغة العربية)، قرية السلامية: "أريد العودة لمنزلي وإنهاء دراستي وأن أصبح طبيبًا، هذه أمنيتي". يكرر مرة أخرى نفس الإجابة عند السؤال. "أحلم بأن أصبح طبيبًا".
4:31 – 4:44 طفل يلهو بإطار وعصا، مخيم السلامية
4:44 – 4:48 طفل يبتسم أمام العدسة، مخيم السلامية