العراق: رئيس اللجنة الدولية: تحدياتٍ هائلة ما زالت تحول دون عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم
بغداد/جنيف (اللجنة الدولية) – قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، خلال زيارة استغرقت أربعة أيام شملت الموصل وبغداد وأربيل، إن إعادة بناء النسيج الاجتماعي العراقي هو حجر الزاوية لضمان تجاوز ما حمله الماضي من عنف.
وسلط السيد بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية الضوء على التحديات الجسيمة التي لا تزال تواجهها المجتمعات في جميع أرجاء البلاد، بما في ذلك الحقيقة المتمثلة في أن 1.8 مليون شخص لا يزالون نازحين داخل العراق بعد مرور أكثر من سنة على انتهاء العمليات القتالية الرئيسية إذ يعيش ما يقرب من شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص في المخيمات.
وأضاف: "إن حجم الدمار في العراق لا يزال صادمًا لكن ما لا يبدو واضحًا للعيان بنفس القدر ما يخلفه من آثار اجتماعية بالغة تضرب بجذورها في أعماق العراق اليوم."
وتابع: "إذا كان للعراق أن تعود إلى النهوض على قدميها من جديد فمن الواجب على المجتمع أن يتحرك نحو المصالحة. ويلزم، في إطار تلك العملية، ضمان عمليات العودة الطوعية والآمنة دون تمييز لجميع النازحين العراقيين الذين تحدوهم آمال العودة إلى ديارهم."
وأضاف ماورير أنه لا بد من تهيئة الظروف لعودة النازحين إلى ديارهم مشددًا على استمرار الاحتياجات الإنسانية الكبيرة للسكان عامة.
وأكد: أنه "لا يمكن التعجّل في عملية العودة." وأضاف: "إن السكان بحاجة إلى السكن اللائق والخدمات الأساسية التي تشمل توفير مياه الشرب والرعاية الصحية بالإضافة إلى إتاحة فرص كسب العيش وتوفير الأمن وإزالة الذخائر غير المنفجرة."
وفيما يتعلق بعملية المصالحة ذات الأهمية البالغة، شدد رئيس اللجنة الدولية على الحاجة إلى اتباع الإجراءات القضائية وتوفير ظروف احتجاز لائقة تطبق بشكل منصف على جميع المحتجزين بصرف النظر عن الاتهامات الموجهة إليهم أو بلدانهم الأصلية.
وفي سياقٍ متصل، استرعى ماورير الانتباه كذلك إلى الاحتياجات الملحة للكشف عن مصير العدد الهائل من الأشخاص الذين لا يزالون في عداد المفقودين بعد عقود من جولات النزاع المختلفة إذ يُعتقد أن عددهم يصل إلى مئات الآلاف.
وقال: "لا بد من تقديم الأجوبة إلى أولئك الذين يفطر قلوبهم فقد أحبائهم." "لقد التقيت في الموصل بعائلاتٍ تبحث عن أحبائهم المفقودين من أبناء وآباء وأزواج وأخبرتني بما يعتصر قلوبهم من آلام يومية بسبب عدم معرفة مصير ذويهم. ولا بد للمجتمع – والسلطات العراقية – التصدي بشكلٍ مباشر لهذه المشكلات التي تؤجج العواطف."
وبالرغم من مدى الدمار الهائل الذي لا يزال جليًا في الموصل، فإن هناك بعض الإشارات التي تبعث على الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها. وقال ماورير: "ينظف السكان منازلهم من الأنقاض الناجمة عن هذا التدمير حتى أنهم فتحوا متاجرهم في الجزء الغربي الأكثر تضررًا في المدينة، وهو دليل على قدرة العراقيين على الصمود."
والتقى السيد ماورير، خلال زيارته التي استمرت في الفترة من 1-4 شباط/ فبراير، برئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح ونائب رئيس الوزراء فؤاد حسين ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وأعرب ماورير عن التزام اللجنة الدولية، بالتعاون مع شركائها في جمعية الهلال الأحمر العراقي، بمواصلة مساعدة الشعب العراقي خلال مرحلة الإنعاش الحالية بعد دوامات متعددة من العنف وانعدام اليقين.
وقد نفذت اللجنة الدولية خلال عام 2018 ما يلي:
- مساعدة أكثر من 2.5 مليون شخص في إتاحة سبل أفضل للحصول على مياه الشرب النقية من خلال إعادة تأهيل 47 شبكة مياه.
- توفير مساعدات غذائية إلى 340,000 شخص، والمستلزمات المنزلية الأساسية إلى 275,000 شخص والمساعدات النقدية إلى 120,000 شخص.
- المساهمة في تقديم أكثر من 300,000 استشارة في 17 مركزًا للرعاية الصحية الأولية التي تدعمها اللجنة الدولية ومستشفيين تدعمهما اللجنة الدولية.
- المساعدة في الكشف عن مصير أكثر من 1,050 شخص مفقود وفتح 5,250 طلب جديد للبحث عن المفقودين.
- تقديم خدمات إعادة التأهيل البدني لأكثر من 39,400 شخص من ذوي الإعاقات في المركز الذي تديره اللجنة الدولية في أربيل و15 مركزًا تدعمه اللجنة الدولية.
- زيارة أكثر من 54,000 محتجز في 91 مكان احتجاز والمساعدة على استئناف أو بقاء الأشخاص على اتصال مع أُسرهم، بما في ذلك المحتجزين، من خلال نقل 28,420 رسالة خطية وشفوية.
تتاح صور ومقاطع فيديو من العراق للتنزيل.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالمتحدثين التالين:
- السيدة، نغم عواضة، بعثة اللجنة الدولية في بغداد، الهاتف: +964 790 191 6927، nawada@icrc.org
- السيدة، سارا الزوقري، بعثة اللجنة الدولية في بيروت، الهاتف: +961 313 83 53، salzawqari@icrc.org
- السيد، Sam Smith، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: +41 79 217 32 10، ssmith@icrc.org